أصبحت الهجمات الإلكترونية مصدر قلق كبير لمعظم دول العالم. يمكن أن يؤدي الهجوم الإلكتروني إلى فقدان بيانات حساسة وإحداث ضرر مالي وإلحاق ضرر لا رجعة فيه بالسمعة. كما يمكن أن يؤدي الهجوم الإلكتروني أيضًا إلى تعطيل توفير الخدمات للمواطنين والعملاء.
مع زيادة الاعتماد على التكنولوجيا، أصبح المزيد من الدول على دراية بأهمية الأمن الإلكتروني. يحدث حوالي 44 هجومًا إلكترونيًّا في الدقيقة الواحدة، بغض النظر عما إذا كانت الضحية فردًا أو شركة، كبيرة أو صغيرة.
المملكة العربية السعودية من الدول التي تأخذ الأمن الإلكتروني على محمل الجد، فقد احتلت المرتبة الثانية في التصنيف العالمي لالتزام الدول بالأمن الإلكتروني. وعلي الرغم من ذلك، فقد شهدت المملكة 22.5 مليون هجوم إلكتروني خلال عام 2020 فقط. زيادة على ذلك، فقد تعرضت المملكة العربية السعودية لأكثر من 7 ملايين هجوم إلكتروني في الشهرين الأولين من عام 2021 وفقًا للتقارير المحلية.
في هذا المقال، سنشرح بعض الاتجاهات والتحديات الرئيسية في التهديدات الإلكترونية الحديثة، والتقنيات الجديدة التي يتبناها القراصنة، وطرق الوقاية منها.
الهجوم الإلكتروني على أرامكو 2021:
شهدت صناعة الطاقة العالمية تصاعدًا في الهجمات الإلكترونية ، حيث واجهت شركة أرامكو السعودية، أكبر منتج للبترول والغاز الطبيعي في العالم، طلب فدية بقيمة 50 مليون دولار من العملات المشفرة. لم يشمل هذا الإبتزاز برمجيات فدية ولم يتم اختراق أنظمة الشركة، ولكنه حدث بعد تسريب ملفات للشركة كان يحتفظ بها متعاقد خارجي. تم احتجاز ألف جيجابايت من البيانات نتيجة لهذا التسريب، شملت هذه البيانات معلومات عن الشركة وفواتير للعملاء وملفات تعريف للموظفين.
هذا الهجوم الإلكتروني لم يكن الأول، حيث ألقت المملكة العربية السعودية باللوم على أشخاص مجهولين يقيمون خارج المملكة في اختراق عملاق النفط بهدف تعطيل الإنتاج من أكبر مصدر للنفط الخام في العالم من قبل. تعرضت أرامكو في عام 2012 إلى هجوم إلكتروني من فيروس “شمعون”، حينما قام أحد موظفى الشركة بالضغط على رابط موجود في رسالة بريد إلكتروني مجهولة المصدر. تعتبر هذه الحادثة من أكثر الهجمات الإلكترونية تخريبًا حتى الآن. نتج عن فيروس “شمعون” تدمير حوالي 35 ألف جهاز كمبيوتر ومحو جميع المستندات وجداول البيانات والملفات وعنواوين البريد الإلكتروني، مع اضطرار أرامكو لإغلاق الشبكة الداخلية بالكامل لمنع انتشار الفيروس أكثر من ذلك، مما تسبب في تعطل جزئي لإنتاج الشركة.
ما هو فيروس “شمعون”؟
فيروس “شمعون” هو برنامج ضار مصمم لمسح البيانات من القرص الصلب للأجهزة المصابة عن طريق الكتابة فوقها ببيانات أخرى عشوائية غالبًا ما تكون بلا معنى. يعتبر هذا النوع من البرامج الضارة شديد الخطورة والتدمير، خصوصًا أنه يهدف إلى تدمير البيانات والتسبب في الخسارة المالية أو الإساءة للسمعة. لا يهدف هذا النوع من البرامج الضارة إلى سرقة الأموال أو قرصنة المعلومات لبيعها لمجرمي الإنترنت، بل يسعى إلى التدمير نفسه.
كيف يعمل فيروس “شمعون”؟
ينتقل فيروس “شمعون” عن طريق فتح الروابط الموجودة في رسائل البريد الإلكتروني أو التطبيقات أو منصات التواصل. بعد ذلك، يقوم الفيروس بتثبيت نفسه على الجهاز المصاب والبدء في البحث عن جميع الأجهزة المتصلة بالشبكة وينتشر من خلالها. يبدأ الفيروس في استهداف الملفات والبيانات الموجودة على القرص الصلب ومسحها واستبدالها بأخرى بلا معنى، بما في ذلك النسخ الاحتياطية المخزنة على النظام. ثم يقوم باستهداف ملفات تشغيل الجهاز والنظام، مما يجعل الحاسوب غير قادر على العمل ومقاومة الفيروس إطلاقًا، حتى أنه لن يقبل التشغيل مجددًا. طريقة هذا الفيروس وسرعة انتشاره، واستخدامه لاستهداف الشركات والحكومات، تجعله شديد التدمير وفي غاية الخطورة. وهو يعتبر مثالًا على البرمجيات الخبيثة المصممة للاستخدام في الحرب الإلكترونية.
ما هي كيفية الحماية من البرامج الضارة؟
لحماية نفسك وجهة عملك من مثل هذه البرامج الضارة، عليك التحلي باليقظة الشخصية وامتلاك أدوات الوقاية اللازمة من مثل هذه المخاطر الإلكترونية. هذه الإجراءات يمكنها زيادة حمايتك وتقليل فرص وقوعك فريسة للبرامج الضارة. ولتنفيذ هذه الخطوات، إليك بعض التوصيات الهامة:
تثبيت واستخدام برامج مكافحة الفيروسات والبرامج الضارة:
يعتبر تثبيت برامج مكافحة الفيروسات والبرامج الضارة من أفضل الطرق لحماية جهازك. توفر برامج مكافحة الفيروسات والبرامج الضارة طبقة إضافية من الأمان عند تنزيل شيء ما. يمكنك إعداد البرنامج للتشغيل تلقائيًّا بحيث يتم فحص الملفات أثناء تنزيلها. كما يمكنك إعداد برنامج مكافحة الفيروسات والبرامج الضارة لإجراء عمليات فحص لجهاز الكمبيوتر بشكل دوري في أوقات محددة مسبقًا.
احذر من الروابط والتنزيلات:
من المهم للغاية توخي الحذر وإيقاف البرامج الضارة من الإنتشار. عليك الحرص عند فتح الروابط والمرفقات الموجودة في رسائل البريد الإلكتروني وغيرها، وتأكد أولاً من مصدرها وسلامتها. كما يجب عليك التأكد من وقف التنزيلات التلقائية وعدم تنزيل أي برامج أو ملفات أو تحديثات من مواقع مشبوهة.
وضع خطة للاستجابة والتعافي:
يجب تدريب جميع العاملين في الشركات أو الجهات الحكومية على الطرق الأمثل لحماية البيانات والأجهزة من الاختراق والقرصنة. يجب تذًكر أن خطأ فردي واحد قد يعرض مؤسسة بأكملها للخطر، مثلما حدث في واقعة هجوم فيروس “شمعون” على أجهزة شركة أرامكو. كما يجب القيام بعمل نسخة احتياطية لجميع البيانات المهمة بشكل منتظم، ويفضل الاحتفاظ بهذه النسخة الاحتياطية في مكان آمن غير متصل بالإنترنت.
هل بإمكان الشبكة الافتراضية الخاصة (VPN) توفير الحماية من البرامج الضارة؟
لا شك أن استخدام الشبكة الافتراضية الخاصة (VPN) له العديد من المزايا التي تزيد من مستوى أمان الإنترنت وحرية استخدامه. يتيح لك استخدام VPN تغيير عنوان بروتوكول الإنترنت وإخفاء موقعك الحقيقي، وتسمح لك بالوصول إلى المواقع المحظورة، وتشفير الاتصال والبيانات، مما يحمي بياناتك من القراصنة ومحاولات التجسس، وإخفاء أنشطة التصفح عن مزود خدمة الإنترنت.
على الرغم من أن VPN ليست برامج لمكافحة الفيروسات بطبيعتها، إلا أن استخدامها سيساعد في حمايتك من البرامج الضارة. ستساعد VPN في حمايتك من الهجمات التي تستهدف موقعًا أو جهازًا محددًا، حيث تمنع VPN القراصنة من رؤية عنوان بروتوكول الإنترنت للجهاز وتحديد موقعه. هذا يجعل من الصعب على القراصنة إرسال الفيروسات الموجهة عبر الإنترنت. بالإضافة إلى ذلك، يمكن لبعض شبكات VPN اكتشاف وحظر المواقع التي تستضيف برامج ضارة أو خدع تصيد. ونحن ننصح باستخدام VPN جنبًا إلى جنب مع برامج مكافحة الفيروسات والبرامج الضارة.
تعد الفيروسات والبرامج الضارة إحدى أكثر طرق الهجمات الإلكترونية شيوعًا. ولكن هناك خطوات يمكنك اتخاذها لتقليل هذه المخاطر.
سيساعدك Hello VPN في الحفاظ على خصوصيتك وحماية أجهزتك وبياناتك من القراصنة ومحاولات التجسس. يستخدم Hello VPN أقوى تقنيات التشفير المتطورة، مما يساعدك على إخفاء موقعك وتشفير جميع بياناتك أثناء اتصالك بالإنترنت، مع الحفاظ على سرعة الإنترنت. باستخدام Hello VPN، ستتمكن من حماية شبكة اتصالك الداخلية في المنزل أو العمل، مع إمكانية الوصول لجميع المواقع والتطبيقات المحظورة. مع خوادم Hello VPN المنتشرة في جميع أنحاء العالم، ستشاهد محتويات Netflix و Hulu و Amazon Prime و Hotstar بدون قيود جغرافية.